تحميل رواية بقايا مريم pdf يامي أحمد

37
سأتّخذ الوحدة وطنًا ويبدو أنّي سأظلّ ما حييتُ أحيا في وحشته، هذا الوطن ملاذ الموجوعين، يتفهم أوجاعك الدفينة، يعطيك الحرية المطلقة للبوح بما يجول في ركنك المنسي، وخاطرك المركون على ضفاف ذلك الوادي الحزين. الوحدة حيث الصراحة المطلقة، والصدق المريح، حيث لا ترتبط ترنيمة أنفاسك بأنفاس المشجعين ولا المحبطين، لا نفاق في وحدتك، ولا شفقة تجرح كبريائك، لا مدعين ولا دعاة ولا قلوب متحجرة، لا أحد يقذف حجرًا على وحلِ ماضيك، كل شأن فيك مؤتنس فيك.
ما أجمل وحدتي لو اتّخذتها وطننا قبل أن أغدو طريدة لمكائد الهجر وماديات الحياة، نكتشف جماليات الأشياء بعد أن نصبح بعيدين عنها، لكن لا بأس، جهدٌ مضني وسأعود لموطني الجديد.
قريبا
Leave a comment

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More